القائمة الرئيسية

الصفحات

 


مقدمة :

نهج المغرب خلال عهدي سيدي محمد بن عبد الله والمولى سليمان كل من  سياسة الانفتاح على أوربا وسياسة الحذر منها. فما هي دوافع ومظاهر السياسة التي اتبعها كل سلطان؟- وما هي انعكاساتها على المغرب؟

1- سياسة الانفتاح التي نهجها السلطان محمد بن الله ( 1757 – 1790 ):

سيدي محمد بن عبد الله: 

تولى السلطان سيدي محمد بن عبد الله حكم المغرب سنة 1757م،بعد وفاة والده المولى عبد الله، ودخل المغرب في عهده فترة من الاستقرار، وكان طالبا للعلم ودارسا للأدب والتاريخ والفقه والحديث  حتى صار من العلماء والأعلام بعد أن تعاطى للجمع والتأليف، وقد شهد الدبلوماسيون الذين تعرفوا على السلطان بذكائه ووفائه بالتزاماته وإنسانيته وتدينه وعبقريته السياسية، ومن الاحداث الدولية التي عايشها،حرب الاستقلال الأمريكية واعتراف المغرب بالدولة الأمريكية الجديدة وقيام الثورة الفرنسية، وقد كان السلطان يعتبر أن سبتة لايواجهها إلا أحمق أو جاهل بسبب قوة الإسبان وأنها تحتاج الى أسطول بحري لتطويقها ومنع الإمدادات عنها، أما الحرب البرية فلا يمكن إستردادها بها بسبب مناعة تحصيناتها أما  العرائش فقد قام بتزويدها بمائة من جيش مكناسة، كما بني برج بالرباط وآخر بسلا وأمر بإنشاء سفينة لكل منها لصالح مجاهدي البحر، وفي1769 قاد السلطان حملة لإسترداد البريجة أو مازغن من البرتغال واستطاع بعد حرب مدمرة استرجاعها وأطلق عليها اسم المهدومة لأن البرتغال عمدوا الى تحطيم كل المباني والأجهزة الدفاعية بالقنابل،لكن في عهد المولى عبد الرحمن أعيد بنائها وأطلق عليها اسم الجديدة.

 طبق سيدي محمد بن عبد الله سياسة الباب المفتوح:

للقضاء على الأزمات الاقتصادية التي عاشها المغرب منذ وفاة السلطان المولى إسماعيل  نهج السلطان سيدي محمد بن عبد الله سياسة انفتاحية اتجاه أوربا، حيث عمل على تشجيع المبادلات الخارجية انطلاقا من الموانئ الأطلنتية، ولتحقيق هذا الهدف تم تأسيس موانئ جديدة وترميم المراسي القديمة، كما أبرم مع الدول الأوربية معاهدات سلم وصداقة واتفاقيات للتبادل التجاري.أو تنازلات إذ صح التعبير دون أن يفطن إلى خطورتها ومن أهمها :

المعاهدة المغربية الفرنسية 1767: وتسقط التكاليف الضريبية مطلقا عن موظفي القنصلية – معاهدة المغرب مع البرتغال 1773 وتعطي للبرتغال حق الاستيراد والتصدير مطلقا وحق استقرار التجار بأي ميناء مغربي – المعاهدة المغربية السويدية 1763 تعطي للسويد الحق في تعيين ما شاءت من القناصل. أما اسبانيا فقد اختلفت العلاقات حسب الظروف وارتكزت في أكثر الأحوال على عمليات تبادل مفاده الأسرى، ويمكن القول أن علاقات المغرب مع اسبانيا ظلت حسنة في هذا العهد، رغم المواجهات الحربية حول سبتة ومليلية أحيانا. توفي سنة 1790 وبعد وفاته نشأت أزمة عرش جديدة بين الأمير هشام وأخيه المولى اليزيد، الا أن هذه الأزمة لم تدم طويلا اذ انتهت بموت الأخوين ، فتمت مبايعة المولى سليمان.

2- سياسة الاحتراز  (الحذر) التي نهجها السلطان سليمان ( 1792 – 1822 )

تولى السلطان المولى سليمان:

حكم المغرب سنة 1792، بعد سنتين من وفاة سيدي محمد بن عبد الله.اشتهر السلطان المولى سليمان بصفات العدل والخير وحسن السيرة، وساد المغرب في عهده نوع من الاستقرار. وإحتراما للرغبة الاوربية وتطبيقا لمقررات مؤتمر فيينا1815 بإبطال القرصنة أو الجهاد البحري سارع المولى سليمان سنة 1818 الى حل الاسطول البحري الجهادي فسلمت بعض قطعه الى طرابلس الغرب والجزائر، وقد صادفت هذه الحقبة تطورات كبيرة على الصعيد الدولي كان لها صدى وتأثير مباشر على مجرى الأحداث في جهات عديدة من العالم: الحملة الفرنسية على مصر + دخول أوربا مرحلة الاحلاف عن طريق مؤتمرات أوربية + نشأة الحركات القومية بأوربا وتأثير الثورة الفرنسية .

وعلى إثر تنصيب نابليون الاول امبراطور على فرنسا قام المولى سليمان بإرسال بعثة دبلوماسية الى فرنسا لتهنئته وعلى إثر ذلك نشطت العلاقات التجارية بين الطرفين. وقد كانت السنوات الأولى من القرن19 محرجة للمغرب بسبب محاولات الدول الكبيرة جره الى أحلافها وتنافسها في ذلك بالنظر لموقعه على مضيق جبل طارق والمحيط الأطلسي، لكن المغرب ظل صامدا في وجه الأحلاف مما اثار اتهامه بالإنغلاق في هذه الفترة. وقد اهتمت فرنسا اهتماما شديدا بالشمال الإفريقي في هذه الفترة. وكان نابليون تراوده احلام الاستيلاء على المنطقة قبل احتلاله اسبانيا 1808، وفي سنة1822 توفي المولى سليمان بعد أن أوصى بولاية العهد للمولى ع الرحمن بن هشام.

اتبع المولى سليمان سياسة الحذر من أوربا:

أدى تعرض المغرب لعدة مشاكل داخلية وازدياد الامتيازات والتهديدات الخارجية إلى نهج  السلطان المولى سليمان لسياسة الاحتراز والحذر من أوربا.

عمل المولى سليمان على منع تصدير بعض المواد الأساسية (الزرع والماشية)، كما عمل على إقفال العديد من المراسي في وجه التجارة، وزاد من تقلص المبادلات مع أوربا توالي سنوات الجفاف وانتشار والأوبئة (الطاعون).

قلص السلطان من تعامله الديبلوماسي مع الدول الأوربية، وتحاشى عقد المعاهدات معها ولتفادي أي احتكاك بها عمل على منع القرصنة (الجهاد البحري) ووزع مراكبه البحري على الدول العربية المجاورة.

تعاريف ومصطلحات:

سياسة الباب المفتوح: توجه سياسي اتبعه سيدي محمد بن عبد الله تمثل في انفتاح المغرب على أوربا بإقامة علاقات تجارية وسياسية معها.

سياسة الحذر : نهجها السلطان المولى سليمان بتقليص العلاقات مع أوربا والتحفظ منها.

القرصنة : اصطلاح يطلق على عملية اعتراض البحارة للسفن والاستيلاء عليها أو على حمولاتها وأطلق عليه المسلمون أيضا إسم الجهاد البحري.

تعليقات