ظهر العثمانيون في أسيا الصغرى وتوسعوا خارجها
ينتسب العثمانيين الى مجمع قبلي كبير يسمى الأوغوز
التركمانية والتي هاجرت في النصف الثاني من ق13 تحث ضغط الغزو المغولي من أواسط
آسيا الى شبه جزيرة الآناظول، بعد أن أعطاها السلطان السلجوقي علاء الدين منطقة
تابعة له في شمال غرب الاناضول مكافأة لها على تحالفهم معه ضد أعدائه، وكانت
العشيرة تتكون من 400 نسمة (عشيرة القاي) ورئيسها أرطغرل ابن الشاه، ولما توفي
خلفه ابنه عثمان 1299م، وهي نفس سنة وفاة آخر سلطان سلجوقي علاء الدين، فأخذ
هذا الأخير في التوسع ( وكانت ولادته عام سقوط الخلافة العباسية في بغداد سنة 1258
على يد هولاكو قائد المغول، الذين دخلوا بغداد، فهتكوا الأعراض، وسفكوا الدماء،
وقتلوا الأنفس، ونهبوا الأموال، وخربوا الديار، وفي تلك الظروف الصعبة والوهن
المستشرى في مفاصل الأمة ولد عثمان مؤسس الدولة العثمانية، وهنا معنى لطيف ألا وهو
بداية الأمة في التمكين هي أقصى نقطة من الضعف والانحطاط تلك هي بداية الصعود نحو
العزة والنصرة والتمكين، إنها حكمة الله وإرادته ومشيئته النافذة) وفي سنة1301م،
استطاع عثمان الانتصار على البيزنطيين الذين حاولوا القضاء على هذه الامارة
الناشئة، ثم فتح مجموعة من الأحصنة، وقد كانت حياة الأمير عثمان مؤسس الدولة العثمانية جهادا ودعوة في سبيل الله، توفي سنة1327.
فخلفه ابنه السلطان أورخان الذي
سار على سياسة والده في الحكم والفتوحات، ففي سنة 1327 سقطت في يده
نيقوميديا، وانشأ بها أول جامعة عثمانية، واهتم ببناء الجيش على أسس عصرية وجعله
جيشا نظاميا ودائما بعد أن كان لايجتمع الا وقت الحروب وأنشا له مراكز خاصة يتم
تدريبه فيها، كما أنه أضاف جيشا آخر عرف بالإنكشارية (اليني جري) ومعناه الجيش
الجديد، شكله من المسلمين الجدد الذين ازداد عددهم بعد اتساع رقعة الدولة، فقد كان
يتم جلب ابناء تلك البلدان المفتوحة، وبعد أن يدخلوا في الاسلام يثم تربيتهم تربية
إسلامية فكريا وحربيا فيثم إدخالهم في الجيش، ولقد زعم معظم المؤرخين الأجانب وعلى
رأسهم كارل بروكلمان أن جيش الانكشارية تكون من انتزاع أطفال النصارى من بين
أهاليهم ويجبرونهم على اعتناق الاسلام بموجب نظام زعموا أنه يدعى (نظام الدفشرية)
وزعموا أنه يستند الى ضريبة اسلامية أطلقوا عليها (ضريبة الغلمان) التي زعموا أنها
تبيح للمسلمين انتزاع خمس عدد أطفال كل مدينة او قرية نصرانية قاموا بفتحها. غير
ان الحقيقة تقول أن هذا النظام ليس سوى إفتراء من قبل المؤرخين الأجانب، وأن
اهتمام الدولة ع بالمتشردين من الاطفال النصارى الدين تركتهم الحروب أيتاما
ومتشردين نابع من تعاليم الاسلام التي دعت الى الاحسان الى اليتيم الى جانب انها
تحرم ماسموه بضريبة الغلمان. وكانت راية الجيش الجديد من قماش أحمر وسطها هلال،
وتحت الهلال صورة لسيف. ولم يلبث أن تزايد عدده وأصبح يضم آلفا من المجاهدين في
سبيل الله. وكان الهدف من تشكيله هو مواصلة الجهاد ضد البيزنطيين وفتح المزيد من
أراضيهم بهدف نشر الاسلام فيها. واهتم أورخان بتوطيد أركان دولته فعمد الى الأعمال
الاصلاحية والعمرانية ونظم شؤون الادارة وقوي الجيش وبني المساجد وأنشأ
المعاهد العلمية. ونقل الفتوحات من آسيا الصغرى الى شبه جزيرة البلقان.
ولما توفي
خلفه السلطان مراد الأول 1360-1389م استطاع الاستيلاء على مدينة أدرنة سنة
1360 وكانت ذات أهمية استراتيجية في البلقان وثاني مدينة في الامبراطورية
البيزنطية بعد القسطنطينية. واتخذها السلطان عاصمة لدولته منذ 1366، وبذلك انتقلت
العاصمة الى أوروبا، فإنطلق مراد في حركة الجهاد والدعوة وفتح الأقاليم في أوربا،
وكانت لانتصاراته أصداء بعيدة، فتحالفت صريبيا والبوسنة وبلغاريا وأعدوا جيشا
أوربيا صليبيا كثيفا لحرب السلطان فإجتمع الطرفان في منطقة كوسوفو في البلقان فنشب
القتال وحمى وطيس المعركة وكان النصر حليف المسلمين سنة 1389 وفيها توفي السلطان
مراد الأول ، ونتج عن هذا الانتصار انتشار الاسلام في منطقة البلقان، كما أن
العديد من الدول الأوربية بادرت تخطب ود الدولة ع وتدفع لها الجزية خشية قوتها
واتقاء غضب سلاطينها. وبعد استشهاد
مراد الأول خلفه ابنه بايزيد الأول1389-1402م استطاع القضاء حملة صليبية
مكونة من مختلف الدول الأوربية بلغ عدد المقاتلين المشاركين فيها 120000 وكان
اللقاء في نيكوبوليس شمال البلقان سنة1396 وقتل وأسر عدد من قادته، ولقب بايزيد
بالصاعقة وفي نشوة فرح الانتصار قال سأفتح ايطاليا وأطعم حصاني الشعير في مذبح
القديس بطرس بروما.تم تحركت الجيوش العثمانية نحو القسطنطينية وضغطت عليها حتى
أشرفت على السقوط، لكن ظهر خطر على الامبراطورية العثمانية تمثل في تيمور لنك الذي استطاع
هزيمة ع أشر هزيمة وأسر السلطان بايزيد الى حين وفاته، وخرجت الدول النصرانية في
الغرب بنصر تيمور لنك وهزها الطرب لمصرع بايزيد وما آلت اليه دولته من التفكك
والانحلال، واستولى تيمور لنك على معظم حصون ومدن الدولة ع.
ونشب الصراع بين أبناء
بايزيد حول العرش، واستمر الصراع عشر سنوات 1403-1413 وفي هذن السنة انفرد السلطان
محمد الأول بالحكم وتمكن من لم شتات الأراضي التي سبق للدولة أن فقدتها،
ويعتبره المؤرخين الؤسس الثاني للدولة ع، فقد بذل قصارى جهده في محو آثار الفتن
التي مرت بها الدولة ع، توفي سنة 1421 فخلفه ابنه مراد الثاني وفي عهده جددت صربيا
ولاءها للعثمانيين كما استطاع السيطرة على بلاد اليونان وفتح ألبانيا
والمجر،واستطاع القضاء على حملة صليبية بزعامة المجر سنة 1448 وفي سنة1451 توفي
فخلفه ابنه محمد الفاتح ولقب بذلك لأنه من فتح القسطنطينية وقد اسست عام
330م على يد الامبراطور البيزنطي قسطنطين الأول وكان لها موقع عالمي فريد حتى قيل
عنها " لو كانت الدنيا مملكة واحدة لكانت القسطنطينية اصلح المدن لتكون عاصمة
لها " ومنذ تأسيسها اتخذها البيزنطيون عاصمة لهم وعندما دخل المسلمون في جهاد
مع الدولة البيزنطية تنافس خلفاءهم وقادتهم على فتحها طمعا في أن يتحقق فيهم حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم " لتفتحن القسطنطينية على يد رجل، فلنعم
الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش "، فمنذ أن تولى السلطنة ع وهو يتطلع
الى فتح القسطنطينية، فبذل جهود كبيرة لذلك فعمل على تقوية الجيش وتدريبه وغرس روح
الجهاد فيه وبلغ عدده قرابة ربع مليون مجاهد، كما عقد عدة معاهدات مع أعدائه
المختلفين ليتفرغ الى عدو واحد. وقد كانت المدينة محصنة بعدة أسوار ومحصنة بشكل
كبير بالقلاع والحصون وبالتالي يصعب اختراقها، فعمل الفاتح على تمهيد الطريق بين
أدرنة والقسطنطينية لكي تكون صالحة لجر المدافع العملاقة. وقد كان الهجوم النهائي
متزامنا بريا وبحريا وواصل ع هجومهم حتى تمكنوا من إقتحام الأسوار والاستيلاء على
أبراج وقلاع المدينة ورفعت الاعلام ع عليها.وتمكن المسلمون من دخول المدينة.وبهذا
الفتح فتح باب دخول الاسلام الى أوربا. ويعتبر هذا الحدث من أهم الأحدات التاريخية
حتى إعتبره البعض بداية العصور الحديثة. وقام الفاتح بعد ذلك بترتيب مختلف أمور
المدينة وإعادة تحصينها واتخاذها عاصمة للدولة ع وأطلق عليها لقب اسلام بول أي
مدينة الإسلام، وقد تأثر الغرب النصراني بنبأ هذا الفتح وانتابه شعور بالفزع
والألم والخزي، أما في العالم الاسلامي فقد عم الفرح والابتهاج في ربوع آسيا
وأفريقيا فقد كان هذا الفتح حلم الأجداد وأمل الأجيال. وفي سنة 1481 توفي الفاتح
وكانت جيوشه قد بلغت مشارف ايطاليا، لكن عندما سمعت الخبر انتابها الحزن فتراجعت.
وقد حزن المسلمون حزنا شديدا لوفاته أما العالم النصراني فقد فرح لذلك وابتهج وعمه
السرور، وبعد وفاته خلفه ابنه بايزيد الثاني وكان ميالا الى السلام واهتم
بإنشاء المباني العامة توفي سنة 1512 فخلفه سليم الأول1512-1520 في عهده
توقف التوسع نحو الغرب الاوربي واتجه الى الشرق، لإنقاذ العالم الاسلامي والمقدسات الاسلامية من الزحف
الايبيري في البحر الابيض المتوسط والمحيط الهندي البحر الأحمر، الى جانب سياسة
الدولة الصفوية في ايران المتعلقة في بسط المذهب الشيعي في العراق وآسيا الصغرى
تعليقات
إرسال تعليق