مقدمة
بدأ الضعف يمس الدولة الموحدية بعد الانهزام في معركة
العقاب بالأندلس حيث عجز الخلفاء عن الحفاظ عن وحدة الإمبراطورية التي تعرضت
للتجزؤ حيث ظهر المرينيون بالمغرب الأقصى، وحكم بنو عبد الواد المغرب
الأوسط (الجزائر) واستقل الحفصيون بإفريقية (تونس)، في حين توزعت الأندلس
بين الممالك الإيبيرية وملوك الطوائف العربية.
بني مرين :
كان هؤلاء
متحالفين مع المرابطين ولما جاءت الدولة الموحدية تحالفوا مع عبد المومن، لكن فجأة
تغيرت العلاقة بين الطرفين بسبب إعتراض بني مرين قافلة الغنائم التي أرسلها عبد
المومن الى تينمل، فتدخل وهزمهم وقتل قائدهم المغصب ابن عسكر، فانسحب هؤلاء الى
الصحراء وبايعوا ابن عمه حمامة بن محمد الى أن هلك فخلفه ابنه محيو الذي عقد صلح
مع الموحدين وشارك معهم في موقعة الأرك التي توفي أثناءها فخلفه ابنه عبد الحق،
غير ان انهزام الموحدين في موقعة العقاب سنة 1212 وتفكك دولتهم شجع بنو مرين على
إقامة دولتهم، وكانت أول حلقة في مسلسل ذلك الاستقرار بالشمال الشرقي، فإعترض
المستنصر الموحدي سبيلهم فهزموه وزحف عبد الحق الى تازا واستولى عليها، وقد احدثت
هذه الإنتصارات حقد في نفوس بني عسكر على بني عمهم حمامة فتحالف هؤلاء مع عرب رياح
في قتالهم ضد بني مرين وخلال القتال توفي ع الحق وخلفه شقيقيه أبو السعيد عثمان،
الذي تم إغتياله فخلفه شقيقه أبو معروف الذي زحف الى مكناسة لكن تمت هزيمته وقتله،
فخلفه شقيقه أبو بكر بن عبد الحق سنة 1244 الذي سيطرة على مكناسة وفاس لكن سرعان
ما عادت هذه الأخيرة الى طاعة الموحدين واسنجدوا بالمرتضى الموحدي الذي استصرخ
بدوره بيغمراسن أمير بني عبد الواد، فالتحم القتال بين الطرفين فكانت الهزيمة على
هؤلاء بينما عاد أبو بكر الى فاس وشدد عليها الحصار حتى طلب أهلها الآمان وسلموا
له المدينة سنة 1250 وفي 1251 استولى على سلا والرباط،فأعد المرتضى جيشا قوامه80
ألف مقاتل وكانت الهزيمة عليه، فزحف ابو بكر الى تادلا وسجلماسة ودرعة واستولى
عليها، لكن أصيب بمرض توفي على إثره سنة 1258 فخلفه ابنه عمر إلا أن شيوخ بني مرين
رأوا تولية يعقوب بن ع الحق فنشب القتال بين العم وابن أخيه، كانت الهزيمة على هذا
الأخير وسلم الأمر ليعقوب ومع هذا الأخير دخلوا مرحلة السيطرة النهائية على المغرب
وقد بدأت بعقد الصلح مع الموحدين يقسم المغرب بينهما الى قسمين وجعلوا وادي أم
الربيع حدا فاصل بينهما الشمال للمرينيين والجنوب للموحدين لكن سرعان ما توتر الجو
بين الطرفين فإلتحم القتال من جديد في وادي أم الربيع (معركة ام الرجلين) انهزم
فيها المرتضى الموحدي وبذلك بدأت محاولات الدخول الى مراكش فتمت السيطرة عليها سنة
1269 وبذلك ثم القضاء على الدولة الموحدية.
قاد بنو مرين أربع حمالات الى الأندلس
1275-1277-1282-1285 ، حققوا من خلالها إنتصارات وأراضي مهمة كالجزيرة الخضراء وطريف
وجبل طارق، لكن هذه المكتسبات ظلت نسبية نظرا لعدم وفاء بني الأحمر للعهد مع بني
مرين وعدم احترام عقود الصلح من طرف قشتالة الى جانب التكاليف الكبيرة التي
تتطلبها هذه الحمالات، لذلك كان المكسب الرئيسي هو عودة دور المغرب في حوض البحر
الأبيض المتوسط. وبعد وفاة يعقوب سلم ابنه يوسف كل الأراضي لقشتالة، وقد استمر هذا
الأمر الى حين 1329 حيث استطاع أبو سعيد استرجاع هذه الأراضي وهو النهج الذي سار
عليه خليفته أبو الحسن إلا أن انهزامه في معركة طريف 1340 ستقبر السياسة الجهادية
في الأندلس واكتفوا بإرسال مجاهدين يقودهم شيخ الغزاة.
ازدهر البناء والعمران في العهد المريني، فتنوعت المنشآت
والمآثر العمرانية، حيث خلف المرينيون القصور والحصون، وبنوا المدارس كمدرسة
العطارين، ومدرسة الحلفائيين سنة1280، ومدرسة البيضاء1320، والمدرسة البوعنانية
سنة1356م،والمساجد كجامع فاس الجديد سنة 1278،وأسسوا المستشفيات والزوايا.
كما بنى السلاطين المرينيين مدنا جديدة (فاس الجديد 1276،
بلدة المنصورة..)، كما جددوا مدنا قديمة
كشالة ووجدة.
حركة الاسترداد:
هي حروب شنتها الممالك المسيحية لإخراج مسلمي الأندلس من شبه الجزيرة
الإيبيرية مستغلين ضعفهم وانقسامهم، بدأت مع استرجاع طليطلة سنة 1085م وانتهت
بسقوط غرناطة سنة 1492م.
انطلقت حركة
الاسترداد من شمال شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث بدأت الممالك الإيبيرية تهاجم
المناطق الإسلامية منذ سنة 1000م، بقيادة ممالك قشتالة وليون وأراغون
واستطاعت هزم المسلمين في معركة العقاب سنة 1219م، لتكتسح جل مناطق الأندلس
وتحاصر غرناطة حتى إسقاطها سنة 1492 وبذلك القضاء على التواجد المغربي
بالمنطقة.
تعاريف ومصطلحات:
فرناندو : هو فرناندو
الخامس ملك قشتالة 1474-1504م على يده سقطت غرناطة.
أبدة :مدينة بالأندلس تقع شمال الوادي الكبير، وقد سيطرت عليها
قشتالة في إطار توسعاتها.
تعليقات
إرسال تعليق