القائمة الرئيسية

الصفحات

 


مقدمة:


 خلال ع. ح. ق، (الباليوليتيك)، سكنت مصر قبائل متنقلة تعيش على الصيد، وتسكن في المرتفعات التي تحيط بوادي النيل المستنقعي، ونادرا ما كانت قبط الى ضفاف النهر العظيم. وفي ذلك الوقت كانت اوربا مغطاة بالجليد ولم يكن مناخ ش افريقيا حارا وجاف كما هو عليه الآن، بل تساقطت فيه شتاء كثيرة وانتشرت فيه أعاب وأشجار كثيفة، وعاشت فيه حيوانات وطرائد وطيور مختلفة. لكن عندما ذاب الجليد بأروبا (منذ 12-15 ألف عاما) أخذ المناخ يتبدل في ش إفريقيا والهضاب الخضراء تحولت إلى مناطق صحراوية. فلم تعد الطرائد كافية لسد حاجات الصيادين البدائيين فانحدروا الى وادي النيل وشرعوا في استصلاح الاراضي والزراعة وتربية الحيوانات ومع تناقص كميات الامطار شرعوا في اقامة السدود واستغلال ماء نهر النيل، وتحول الوادي المستنقعي إلى غوطة خضراء، وأكبر مركز معروف للاستيطان البشري (حوالي 250 كلم مربع) في ع. ح. ح، كان على الطرف غ من دلتا النيل وعاش سكانه على الصيد في أول الأمر لكن الاستقرار الدائم قادهم إلى الزراعة وتربية الحيوانات وتطوير الأدوات الحجرية. ومع تطور قوى الإنتاج في مصر بدأت ملامح النظام العشائري في الزوال لتظهر الجماعات الفلاحية (القرى) وأخذت تتفتت أملاك العشيرة إلى ملكيات زراعية خاصة، وقد ادى تطور العلاقات الاجتماعية والاقتصادية الى التحول من النظام القبلي الى نشوء الدولة، فظهرت دولتان في مصر:

دولة مصر العليا (جنوبا في وادي النيل) ودولة مصر السفلی (شمالا في دلتا النيل). لكن حكام مصر العليا عملوا على اخضاع السفلي لسلطتهم بهدف الحصول على المراعي الواسعة في الدلتا وقد تأتي لهم ذلك على عهد الملك مينا الذي استطاع توحيد مصر سنة 3000 ق.م.

 

 

 الدولة القديمة:

 أسس مينا أول سلالة حاكمة في مصر واتخذ عاصمة له هي أبيدوس، وبعد أن استطاع ملوك الأسرة الأولى توطيد الحكم في الدولة المتحدة قامت بعض الفتن والنزاعات السياسية بين العليا والسفلي في عهد ملوك الأسرة الثانية، وقد أدى ذلك إلى انفصال الشمال عن الجنوب، لكن تمكن آخر ملوك الأسرة الثانية من إعادة توحيد مصر من جديد، وقد دام حكم الاسرة 1و2 حوالي 200 سنة من 3000 الى 2800 ق.م) ومن 2800 الى 2250 ق.م، حكم مصر الموحدة أربع سلالات هي: الأسرات 3و4و5و6. وفي عهد هذه الاسرات توطد الحكم في البلاد، ولم تعد مصر السفلي تحاول الانفصال عن الجنوب وأصبحت مدينة ممفیس عاصمة للدولة اعتبارا من عهد الملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة، وازدادت سلطة الملك بل أصبح الملك مقدسا وفي بعض الحالات كانت تستعمل كلمة فرعون وتعني البيت العظيم وكان يقصد بها ساكن ذلك البيت. أما في الوثائق الرسمية فإن الفرعون يلقب بالإله البار، أو ابن رع (إله الشمس) وقد ترك فراعنة الدولة القديمة أثار عمرانية تشهد على قوة سلطتهم لعل أبرزها الأهرامات التي لا تزال قائمة أكثر من 4000 سنة، وأول الاهرامات التي بنيت في مصر هو الهرم المدرج الذي أمر ببنائه زوسر مؤسس الأسرة 3 في مطلع ق 28 ق.م، وفي أواخر عهد هذه الدولة يلاحظ ضعف السلطة المركزية وظهور حركات انفصالية في بعض المناطق، وفي ق 23 انقسمت مصر الى عدة دول صغيرة تخوض فيما بينها حروبا أهلية عديدة.

 

الدولة الوسطى:

 ظلت مصر منقسمة سياسيا إلى دول صغيرة حوالي قرنين من منتصف ق 23 إلى منتصف 21 ق.م، مما ادى انحطاط وتأخر الزراعة وتوقف التجارة، في هذه الأثناء برز إلى الصدارة في مصر مدينتان هما هیراکلیوليس في شمال مصر العليا، ومدينة طيبة في جنوب البلاد، وعندما حكمت الأولى الأسرتان التاسعة والعاشرة فإن القسم الأكبر من مصر اعترف بسلطتها. لكن في نفس الوقت تظهر سلالة حاكمة قوية في مدينة طيبة هي الأسرة الحادية عشر، التي تحكمت في جنوب مصر وشكلت دولة مستقلة عاصمتها طيبة التي أخذت منذ ذلك الحين تلعب الدور الرئيسي في البلاد، إذ استطاعت الانتصار على هیراکیلوبوليس وتوحيد البلاد، فانتهت حالة الفوضى الداخلية التي سادت البلاد، ووضع حد لغارات الشعوب المجاورة. وتمتد فترة حكم ما يسمى بالدولة الوسطى اعتبارا من 2050 إلى 1700 ق.م، حکمت البلاد خلالها الأسرة 11و12و 13.

 

كان عهد حكم الأسرتين 13 و14 من العهود المظلمة في مصر، فقد نشبت عدة صراعات داخلية بين أمراء الأقاليم من جهة وبين السلطة المركزية من جهة ثانية، كما كثرت المؤامرات والدسائس فاضطرب النظام واختل الأمن، هذه الفوضى ساعدت على نجاح هجوم الهيكسوس واحتلالهم مصر حوالي سنة 1700 ق.م وقد جاء هؤلاء من سوريا وفلسطين وكانوا أقل عددا من المصريين لذلك تأثروا بلغتهم وحضارتهم، وقد استقر هؤلاء بصورة رئيسية في القسم الشرقي من دلتا النيل وأسسوا عاصمة لهم في أفاريس، واستمر احتلالهم لمصر أكثر من 100 سنة، وقد حكمت منهم في مصر الاسرة 15 و16.

 

 الدولة الحديثة:

رغم هذا الاحتلال ظلت العاصمة الجنوبية طيبة تحافظ على نوع من الاستقلال رغم انها كانت تدفع الجزية للهيكسوس، ولما بدأت عوامل الضعف تظهر على الجهاز الحكومي الذي أقامه الهیکسوس قامت في مصر في مطلع ق 16، حرب تحريرية ضد الهیکسوس قاد النضال فيها ملوك طيبة الذين استطاعوا هزيمة الهيكسوس وطردهم خارج مصر على يد مؤسس الاسرة 18 أحمس (1584-1559 ق.م)، وقد اكتسب المصريون في حربهم مع الهیکسوس خبرة في الأمور العسكرية ، و أدركوا ضرورة تطوير الجيش والأسلحة الحربية، وضرورة الاتحاد وإقامة حكم مركزي قوي يستطيع تنظيم القوى داخل البلاد.

فتأسست بذلك ما اصطلح عليه باسم الدولة الحديثة، وقد استمرت أكثر من خمسة قرون (1584-1071) حکمت البلاد فيها ثلاث سلالات هي الأسرة 18و19و20. وقد تميزت فترة الدولة الحديثة بتحولات كبيرة في جميع المجالات الاقتصادية.

(تطور صناعة البرونز -ازدادت المساحات المزروعة -ظهرت انواع جديدة من المزروعات والأغنام-ظهرت العربات التي تجرها الخيول -ازداد التبادل التجاري)، بعد طرد الهیکسوس أرسل أمنحوتب الأول ابن أحمس الأول حملة إلى سوريا ثم عمل خليفته تحوتمس الأول على اصالها إلى نحر الفرات وخلد انتصاره بلوحة تذكارية أقامها هناك، كما توسع جنوبا في بلاد النوبة، وبعد وفاته تولت الحكم اخته حتشبسوت التي جمعت كل السلطات في يدها وأطلقت على نفسها لقب الفرعون وقامت بحملة إلى بلاد (الصومال) جاءت بالذهب والعاج. وبعد وفاتهما 1503خلفها تحوتمس الثالث ابن زوجها تحوتمس الثاني ابن تحوتمس الأول. وبعد عصر الفتوحات جاءت فترة الهدوء والسلام، حيث توقفت الأعمال الحربية خلال فترة حكم أمنحوتب الثالث (1455 -1424) وفي نهاية عهد هذا الأخير بدأ النفوذ المصري في آسيا في الضعف، وفي عهد ابنه أمنحوتب الرابع (1424-1400) توترت الأوضاع الداخلية في مصر وفقدت السيطرة على سوريا لصالح الحثيين. ولما استلمت الحكم في مصر الاسرة 19 (حوالي 1340 ق.م) وطدت دعائم سلطتها داخل البلاد، ثم وجهت اهتمامها لإعادة السيطرة على المناطق الآسيوية. وقد قام بهذه المهمة الملكان سيتي الأول وابنه رمسيس الثاني (1317-1201ق.م) اللذان خاضا من أجل ذلك حروبا طاحنة مع الحثيين. وفي أواخر عهد الاسرة 19، تعرضت مصر للغزو الأجنبي، فبعد موت رمسيس الثاني اخذ الليبيون ينحدرون من الصحراء الغربية إلى وادي النيل ويهاجمون مدينة ممفیس، ورغم أن خلفاء رمسيس الثاني استطاعوا صد الغارات الخارجية، فإن قوة مصر الخارجية أخذت تضعف تدريجيا، كذلك أخذت الأوضاع الداخلية بالاضطراب، فتجزأت مصر إلى ولايات وأعلن حكامها الانفصال عن العاصمة طيبة، ولما استلمت الاسرة العشرين الحكم ساءت الأوضاع الاقتصادية فقام العمال في وادي الملوك بعدة اضرابات يطالبون بالغداء لعائلاتهم المتضورة جوعا. ولكن من ناحية أخرى ازدادت ثروة الكهنة وخاصة كهنة معابد آمون وازداد نفوذهم، اذ استطاع أحد کهنة معابد آمون في طيبة أن يقبض على زمام السلطة وتلقب بلقب فرعون وأسس سلالة حاكمة هي الأسرة الحادية والعشرون وفي منتصف القرن العاشر ق.م استطاع أحد القادة العسكريين من أصل ليبي أن يستولي على السلطة العليا في مصر، ويؤسس سلالة حاكمة هي الأسرة الثانية والعشرون، واتخذ مركزا لحكمه مدينة تانس في الدلتا.

 وفي عهد الأسرتين 23 و24، اللتين من أصل ليبي أيضا، تضعف السلطة المركزية وتتفتت وحدة البلاد السياسية، فاستقل كل حاكم بإقليمه، ويدور الصراع بين حكام الأقاليم على السلطة فتعم الفوضى والاضطراب ويزداد الظلم والاستغلال.

 

ولما كان قد استولى الليبيون على مصر اضطر معارضيهم إلى مغادرة البلاد والتوجه إلى بلاد النوبة وقد استطاع هؤلاء تأسیس اسرة مالكة حكمت بلاد النوبة، ولما اشتد الصراع بين حكام الأقاليم المصرية قام ملك النوبة سنة 740 ق.م بحملة على مصر وأخضعه لسلطته وأسس فيها سلالة نوبية حاكمة هي الأسرة الخامسة والعشرون. وفي النصف الأول من ق 7 قام الآشوريون بثلاث حملات على مصر (671-667-663) فووجه ذلك بمقاومة من قبل الملوك النوبيين وبعض الحكام المصريين المواليين لهم، وقد أدى هذا الصراع إلى زعزعة قوة الطرفين، فاستغل ذلك حاكم مدينة سايس واستطاع تحرير البلاد من المحتلين الآشوريين والنوبيين معا، ووحد مصر في دولة واحدة، كما أسس سلالة حاكمة هي الاسرة 26ر663-525) وهو العهد المسمى بالعهد الصاوي (نسبة إلى العاصمة صا الحجر - سایس).

 

 تعاريف ومصطلحات

525- میلاد المسيح: الا
حتلال الفارسي و الاغريقي

- میلاد المسيح: الاحتلال الروماني.

الكهنة: مجموع العاملين في المجال الديني.

 آمون -رع-حورس: آلهة مصرية قديمة.

البرديات: نسبة إلى ورق البردي، وهو نبات ينمو على ضفاف النيل، صنع منه قدماء المصريين ورق الكتابة.

الشادوف: أداة تستعمل لرفع المياه من النهر وتحويلها إلى الحقول عبر الترع والأقنية.

خوفو: ثاني ملوك الاسرة الرابعة. حكم مصر القديمة في حوالي سنة 2620 ق.م وهو باني أكبر أهرام الجيزة.

 هيرودوت: مؤرخ وجغرافي اغريقي، عاش (484-420 ق.م) من أشهر كتبه "التواريخ".

 آتون: آله ظهرت فكرة عبادتة في عهد الفرعون "أخناتون" (1362-1330 ق.م) وهو الاله الذي ثم اعتباره اله جميع سكان الكون، وكان يرمز له بكرة السمش المحترقة.


تعليقات