تدهورت أوضاع الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 19:
فقدت الإمبراطورية
العثمانية المقومات التي بنت على أساسها إمبراطوريتها الواسعة، إذ أخذت بوادر
الضعف تظهر عليها منذ أواخر القرن 16، حيث تعرضت لهزائم عسكرية كثيرة، ففرضت عليها
مجموعة من المعاهدات اقتطعت أجزاء مهمة من ترابها. مع بداية القرن 19، تفاقمت
أوضاع الإمبراطورية بعد ضعف الجيش وازدياد الصعوبات المالية وارتفاع الضرائب مما
أدى إلى اضطرابات اجتماعية. فشل محاولات الإصلاح: لجأت الدولة العثمانية منذ أواخر
القرن 18 إلى سن سلسلة من الإصلاحات، استهدفت الحيلولة دون التفكك التام والسقوط
تحت قبضة الاستعمار الأوربي.
مست التنظيمات "
العثمانية
القطاع العسكري بإعادة تنظيم الجيش بعد حل الإنكشارية "إلغاء نظام
الالتزام "حيث أصبحت الضرائب تؤدي مباشرة للدولة حسب
الثروة والدخل. واجهت الإصلاحات العثمانية مجموعة من الصعوبات بسبب معارضة قادة
الجيش والفقهاء ومناورات الدول الأوربية ونقص الموارد المالية، مما دفع الدولة إلى
الاستمرار في الاقتراض من الخارج فأفلست الخزينة.
تعددت أساليب التدخل الاستعماري في المشرق العربي:
تعددت أساليب التدخل
الاستعماري بالمشرق العربي، ففي الميدان الاقتصادي أغرقت أوربا الدولة العثمانية
بالديون وحصلت على امتيازات تجارية، أما في الميدان الديني فعملت على إرسال
البعثات التبشيرية والتدخل لحماية حقوق الأقليات، كما تدخلت سياسيا في شؤون الحكم
بعزل أو تعيين الحكام بالمناطق العربية.
تفككت
الوحدة الترابية للإمبراطورية العثمانية: تصدعت الإمبراطورية العثمانية بفعل
اعزاماتها المتتالية حيث انتقلت من التوسع الترابي إلى التخلي عن أجزاء هامة من
ترابها سواء بأوربا أو إفريقيا أو بالمشرق العربي حيث ظهرت عدة حركات انفصالية
تطالب بالاستقلال.
اقتطعت النمسا والدول المتحالفة معها أجزاء من الممتلكات العثمانية بأوربا بمقتضى اتفاقية كارلوفيتزر" سنة 1694 كما تمكنت روسيا من الاستيلاء على شبه جزيرة القرم والساحل الشمالي للبحر الأسود، ومع بداية القرن 19 اشتد التنافس الأوربي حول أراضي
الإمبراطورية فاستخدمت فرنسا وبريطانيا الطرق الديبلوماسية والعسكرية للتوغل داخلها
والحصول على عدة امتيازات.
أسباب انهيار الإمبراطورية العثمانية وتفكك المشرق العربي:
الأسباب الداخلية: تعددت الصراعات داخل الإمبراطورية العثمانية بفعل الصراع على الحكم وتدخل الجيش في شؤون الحكم، كما أن حروب البلقان ساهمت في إضعاف السلطة المركزية، وساهمت الثورة العربية الكبرى المطالبة بالانفصال بتحريض من بريطانيا في تفكك وحدة الإمبراطورية.
الأسباب الخارجية: ساهم التآمر الفرنسي الإنجليزي والهزيمة في الحرب العالمية الأولى في إضعاف وتفكك وحدة الإمبراطورية العثمانية.
التدخل الاستعماري بالمشرق العربي:
أصبح الوجود العثماني
بالمشرق العربي إسميا فقط بعد ضعف الإمبراطورية العثمانية، فاغتنمت الشعوب العربية
الفرصة لتنظيم حرکات تطالب بالانفصال عن الحكم العثماني. خلال الحرب العالمية
الأولى عملت بريطانيا على استمالة دول المشرق العربي لصالحها ضد الإمبراطورية
العثمانية فأجرى المفوض البريطاني مكماهون سلسلة من المراسلات مع ممثل الدول
العربية الشريف حسين أمير الحجاز الإعلان ثورة العرب ضد الأتراك مقابل الحصول على
استقلالهم بعد نهاية الحرب.
ساهمت
ثورة العرب في الحزام العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، إلا أن الوعود التي
قدمتها بريطانيا كانت مناقضة للمعاهدات السرية التي وقعتها مع فرنسا لتوزيع مناطق
النفوذ، من أهمها معاهدة سايكس بيكو أبريل 1916. ساهم مؤتمر فرساي من خلال معاهدة
سيفر سنة 1920 في تفكيك الإمبراطورية العثمانية وتعيين حدود "دولة
تركيا".
تعاريف ومصطلحات
نظام
الالتزام: نظام طبقة السلاطين العثمانيين، يسمحون بموجبه لحاكم منطقة معينة بجباية
الضرائب لفائدته مقابل مبلغ مالي يدفعه مسبقا.
التنظيمات:
تطلق على مجموع الاصلاحات التي شهدتها الامبراطورية العثمانية في المجالات
السياسية والاقتصادية والادارية وخاصة في عهد السلطانين ع المجيد وعبد الحميد
الثاني.
ع
الحميد الثاني: من أهم السلاطين العثمانيين تولى الحكم سنة 1876 وقام بعدة اصلاحات
لكنه لقي معارضة داخلية شديدة انتهت بعزله سنة 1909.
الخديوي:
كلمة تركية أطلقت على من حكموا مصر من أبناء محمد علي.
الرجل
المريض: عبارة أطلقها قيصر روسيا على الامبراطورية العثمانية خلال القرن 19 بسبب
الأوضاع المتدهورة التي آلت اليها.
الثورة
العربية
الكبرى: تطلق على الحركة التي قادها الشريف حسين بن علي وأبناؤه مدعومين من
الانجليز للقضاء على السلطة العثمانية بمنطقة الشام والعراق سنة 1916.
معاهدة
سايكس بيكو: معاهدة سرية بين انجلترا وفرنسا وروسيا لتقسيم المشرق العربي وقعت سنة
1916 لكن روسيا انسحبت منها بعد قيام ثورة أكتوبر وكشفت
بنودها.
الشريف
حسين: 1853-1924 أصبح أميرا على مكة سنة 1908 تزعم
الثورة العربية على الحكم العثماني بالمنطقة العربية.
تعليقات
إرسال تعليق